كان يحدق في السماء ولا يدرى أحد حوله ماذا يرى في جوف هذا الليل و كأنه كان يسمع همس الحور العين في السماء ... كأنه يشم ريح الجنة .. ويشعر بحرارة اللقاء وفجأة جاء الاستدعاء فنهض مودعاً أمه وأباه وأخته وأخاه . و قامت الأم بمناجاة الله أن يعود إليها الحبيب الغالي سالماً . ولكن الوداع لم يكن ككل مرة هكذا تحدث قلب الأم رغم ابتسامته الهادئة ووداعة كلماته و صفاء لونه الأسمر ... وهل نسيم الفجر في أوائل ليالي رمضان وأذن المؤذن في هذا اليوم كأنه يقول حي علي الجهاد ... وأسرع الرجال الشجعان يلبون النداء ... فحملوا السلاح و عبروا القنال في حرب أسطورية هي حرب العاشر من رمضان و أسرع الجندي الشهم الشجاع مكبراً ورفع راية النصر و هلل بعلم مصر و سقط شهيداً و خلد ذكرى رجال عاهدوا الله و صدقوا و كان الوعد في رمضان موعد الانتصار و ها نحن مع طول السنين نذكر السيرة العطرة و نعيش الحدث بالحس و الوجدان مع هذا الجندي الذي يحيا عند الله حياة الشهداء ( أحياء عند ربهم يرزقون ) وندعوا الله أن نكون إمتداد لهم أو ندخل الجنة خدامهم .. ونذكر دائماً ان رمضان موعد الانتصار .. فلقد كان موعد انتصار الايمان على الكفر .. و ها هو موعد انتصار أصحاب الأرض على الأعداء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق