الجمعة، 26 ديسمبر 2008

حمارعاطل عن العمل يشتكى البطالة


حتى البطالة طالت عالم الحمير والاحصنة وجاء الىّ صاحب الحمار يشتكى من علة نفسية أصابت الحمار بسبب البطالة و عدم طلب الحمار للعمل فطلبنى لأرى حالة الحمار بنفسي .
فذهبت وتعجبت من حال كلام صاحب الحمار لأرى المفاجئة وكأن لغة خاصة جمعت الحمار بصاحبة فأصبح كل منهم يفهم الأخر ولمالاوالعشرة حتى مع الافاعى ينتج عنها لغة للتفاهم مع من يتعامل معها وكذلك الحال مع كل كائن حى .
إقتربت من الحمار الذى كان معتكفاً فى ساحة جرداء خالية من أعواد الحشيش والأوراق الجافة فى الأشجار اليابسة . مكان كئيب حقا وأكد لى صاحب الحمار ان الحمار إختاره بنفسه لعدم رضاه لما يحدث له .. جلست أمام الحمار اتفحصه وقمت بزيارته عدة مرات لعلى أصل الى شيئ ووجدتنى شيئياً فشيئاً أشعر به وكأنى أسمع كلامه يقول لى
يا سيدتى أنا منهك القوى بسبب حالتى النفسية و التى أصابيتنى بإحساس المرض هذا المكان الذى اجلس فيه يعبر عن احساسى بالضبط . لم يعد لنا عمل وسط مدينة الإسكندرية المرهقة بالسكان و السيارات أصبحت تملأ الشوارع والازقة ولم يتركوا لنا مكان للسير فيه .. كنت أنا وصديقى الحصان أحياناً نلتقط الأرزاق هنا و لكننا وجدنا البشر قد استغنوا عن خدماتنا فى كل شيئ حتى التنزه على الكورنيش الذى حولوه( أوت استرادا) يعنى طريق خارجى العربات تجرى فيه بسرعة شنيعة فإين يذهب فيه الحصان الآن أكيد بعد ثوانى سيكون
( أوت من الدنيا ) حقيقى يا سيدتى لقد أصبح مواطنى الإسكندرية مساكين لم يعد أحد فيهم يتمتع بجو الإسكندرية الجميل ولا ببهجة الكورنيش ..قال لى صديقى الحصان ذات يوم تعالى ياد ياحمار نجرب حظنا فى الازقة نلتقط أرزاقنا هناك فلم يعد لنا يا عزيزى فى أجواء المدينة مكان
فقلت له.. وماله ياخويا تعالى نجرب .. و الرزق يحب الخفية و الرجلين البطالة نجسة و لكننا بعد فترة وجدنا إختراع إسمه توك توك ولم يعد لنا مكان ولا أمان . فماذا نفعل .. يوما بعد يوم قلت حركتنا وأصابنا الهم و اغلبنا تعرض للمرض و الموت وحتى السائر على قدميه أكلته السيارات من السرعة أصبحنا مهددين بالانقراض و الريف لم يعد يسعنا لأن البنى آدمين هجواالى المدن والحيوانات رحلوا الى الارياف فأصبح يوجد فوضى وعدم توزيع جغرافى جيد ..
ومع الأيام توفى صديقى الحصان وقبل وفاته كان مهموماُ وقدماه قد تكاسلت و ذات يوم خرج ليتنزه ويتذكر كيف كان يرمح فى الطرقات و كيف كان يرى حالة الناس وهم يسيرون على أقدامهم فى كامل نشاطهم يستنشقون الهواء النقى و لكنهم الآن أصبحوا كسالى وأصبحوا يتجولون عدة أمتار بالركوب ويستنشقون عوادم السيارات فى كل مكان و لم يعد أحد يلتفت لحصان أو حمار .وسمع صديقى الحصان طفل فى الثامنة من عمره يسأل أمه اية الى ماشى ده يا ماما فقالت الأم – ده حصان مصرى وبعد ثوانى قال لها الطفل فى فرح ماما .. توك توك أهو..فحزن الحصان وقال . معرفش الحصان المصرى أبو روح وعرف التوك توك الصينى أبو عجل " ده غزو حقيقي والله لعقول البشر " بقى الخيل الجميل و الحيوانات النافعة أصبح معرفتها مقتصرة على عدد محدود من البشر و دمعت عيون الحصان وأثناء دموعه لم يرى لورى قادم فرطمه فارتمى ارضاً وعانى الألم ثلاثة أيام ثم مات بعد معناة من الألم وحكى لى ما حدث وما سمع وقال كلمة أخيرة ..
إفتكر يا حمار و ماتزعلش انه هيجى يوم يمكن يعطل فيه العجل ويمكن ميكنش فيه بنزين ولا جاز و يمكن يأتى اى ظرف طارئ يجعل الإنسان لايجد الآلة وقتها سيبحث عنا ولن يجدنا وسيندم على انه أهملنا ولم يعتاد حتى التعامل معنا و التعود علينا لوقت الشدة و لاتنسى يا عزيزى ان الأزمات السياسية تتراكم وقد ينفجر الوضع فى أى لحظة ما بين البلدان و بعضها وسيحتاج البشر اى حمار أو حصان أو دابة يفرون بها مع أحوالهم ليت البشر يعملوا ذلك ولا يهملونا و مات صديقى الحصان و بقيت وحدى فى هذا الخلاء انتظر . فكروا فى عمل قهوة لنا تجمعنا لتناول مشروب ( الحيمرويه ) و لكننا رفضنا نحن نقابة الحمير
فقلت له ... ولماذا رفضتم وسيادتك تتحدث باسم النقابة .
قال – نحن لم نخلق لضياع الوقت على القهاوى ولا لتضيع وقتنا عبساً نحن هنا منتظرون إما العمل أو الموت شرفاء بعيداً عن التكاسل و اختلاق الحجج
شكراً سيادة الحمار.

الجمعة، 12 ديسمبر 2008

كانت لها جارة

لها جاره طرقت بابها ذات يوم وفرضت عليها ضيافه رغم انها كانت غير مستعده لهذه الضيافه كانت مشغولة بترتيب منزلها التي تسعد به دائما و ما يحمل من عبق الأيام وذكريات الأجداد ورائحة الأحباء المنبعثه من كل مكان واليوم بالذات كان لديها عمل هام هو جرد " السندارة " القديمة والتي تحمل اشياءاً كثيرة من الأجداد وجد الأجداد ولكنها إنشغلت عن جردها ..
وهاهي الجارة قد آتت وإنشغلت من جديد .. إنها جارة جديدة جاءت من مكان بعيد أتت مستأجرة ربما لقضاء شيئا ما ..ودخلت الجارة لتشرب القهوة و تتعرف عليها .. ونظرت الجارة إليها بتهكم وهى تشرب قهوتها ثم نظرت إلى بيتها وقد أبدت نظرة استياء
و قالت لها .. بيت قديم وكل شيء فيه قديم
قالت صاحبة البيت .. انه ميراثي من أجدادي وليس لي غيره .
وهنا وصفت الجارة لصاحبة البيت بيتها الجهنمي رغم انه مؤقت إلا انها كل يوم تغير أثاثه . كما انه كل شيء فيه يتحرك بالريموت كنترول .. وسحبتها الجارة شيئاً فشيئاً لتري بيتها الجهنمي و أثاثها الفاخر وزوجها الأنيق المترف وثيابها الفاخرة وبارها الممتلئ كريستال .. وادراجها الممتلئة جواهر وثلاجتها المكتظه بأجود أنواع الفاكهة وأشهى المأكولات .. وأشياء وأشياء عند الجارة وأجلستها الجارة وقدمت لها (نسكافيه) جديد بدل القهوة في ماجات جديدة على صينية من الذهب ..
وجلست صاحبة البيت تتفحص الجارة في ملابسها وطريقتها وتستمع إلى حديثها وهي تقنعها بأن بيتها قديم وأثاثها موضة وبطلت وملابسها لا تحمل اى مظاهر انوثه و طعامها قليل وزوجها مبهدل وأولادها محرومون لا يتمتعون كأطفالها .. ثم شربتها النسكافيه الذي سرى في دمها ثم صرفتها بلباقة .. لتدخل بيتها الذي كانت تراه جنة وكأنه خرابة.
ولما حضر الزوج لم يجد على و جهها الابتسامة بل وجد عبوسا ونقمة وقد رأت زوجها أيضا عتيقا من عهد نوح كما يقولون ولما ناولها أكياس الطعام.. قالت له وهى تعبث بها – ما هذا ؟
قال لها ! دجاجة بلدي صغيرة وأرز وخضر ونوع من الفاكهة وليمون للعصير..
قالت له والضجر باديا عليها انى علمت انه يوجد في الدنيا شيئاً اسمه دجاج كنتاكى وبرجر وبيفى و كاتشب ومسطردة ومايونيز وبودرة عصائر كل العصائر في اى وقت كما انى رأيت فاكهه الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف .
قال الزوج لها – " سلام قولا من رب رحيم " هذا لم اسمع عنة إلا في عهد زكريا ومريم عليهما السلام كلما دخل عليها المحراب وجد عندها أنواع الفواكه والطعام في اى وقت من العام فاى عصر نحن الذي تتحقق فيه هذه المعجزة
قالت له في ثورة ... في عصر الجارة .
أى جارة يا صاحبة البيت ..
قالت له – جارة مستأجره جاءت من مكان بعيد ..
قال الزوج – احمدي الله يا صاحبة البيت فماذا حدث لك لقد كنت دائما راضية ببيت أجدادك وقوتك القليل المبارك وعصير ليمونك الطبيعي وقهوتك التي تشربينها في الصبا ح و بعد العصر ..
قالت له - لا قهوة بعد اليوم – بل سأشرب نسكافية
ومضى الزوج و هو يقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم هذه جارة أم ريح صفارة . وكرهت صاحبة البيت الطعام القليل ذو الرائحة الطيبة وكرهت عصير الليمون الطبيعي وأهملت البيت الذي أصبحت تراه قديما والملابس التي أصبحت تراها مبهدلة والزوج الذي يرفض أن يكون حضاريا فهو لا يريد أن يدخن سيجاره ويكره عادات السهر ويشمئز من رائحة البيفى والبرجر ثارت صاحبة البيت وغضبت وأصبحت كل يوم تطرق باب الجارة لتشرب عندها النسكافيه وتأكل فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء ثم أعطت لها الجارة فستانا مفتوحا على الموضة الوانه صارخة وزينتها كأساطير ألف ليله وليله على الموضة الجنيه ( شعر اخضر منكوش وأصباغ على العين وفي الوجه ) وقالت لها انتى ألان ساحرة كجنية البحر واهدتها زجاجه عطر صارخة وأعطت لأولادها أكياس من الشيبسى والكاراتيه وزجاجات بيبسي كولا .. واهدتها جينز لزوجها وبايب
فقالت لها صاحبة البيت – زوجي تقليدي قديم لا يقبل هذا
قالت لها – إن أبي عليك شربيه من هذه القنينة انه مشروب يفتح شهيته على عالم الجارة .
وأخذت صاحبة البيت قنينة أبو مرة ُ كما فعلها وقدمها لعمرو بن هشام (اباجهل) حملتها وهي جاهلة بهذه الدنيا الجديدة حملتها مع طعام للزوج برجر وبيفى و كنتاكى ثم عادت للبيت ولزوجها بثيابها الجديد وطعامها الجديد فأنزعج الزوج من بهرجة صاحبة البيت وكأنه رأى شبحا من أشباح العالم الخفي واختبئ وراء الستار وهو يقول .. يا (مه) انتى انس ولا جان .
قالت له - أنا صاحبة البيت
ـ اعطينى أمارة ..
قالت له عاهدتك ليله زواجنا والله شاهد علينا ألا أكذب وألا أخون وألا ألوث ماء النيل .
فخرج الزوج من وراء الستارة وقال لها – وما الذي حدث لك يا صاحبة البيت
قالت – حضارة وتقدم .. لابد أن تكون (فريى) و لكن يا صاحبة البيت ؟ في هذا الوقت أعدت له كوبا من العصير ووضعت فيه شيئا من القنينة وشربها الزوج ونسى كلماته واكل من الطعام ولبس من الملابس الموضة وفرح الأولاد بالشيبسى والكاراتيه والكولا .. وظلت الجارة تتردد علي صاحبة البيت كل يوم وتكرمها بالعطايا وتمدها بقنوات الدش وترسم لها الأحلام ثم تنقل لها شتيمة أم حنان صاحبة البيت في الدور الارضى ومعابة أم فاروق عليها وهى صاحبة الدور الثاني – وبغض أم جرجس لهم وهي صاحبة البيت في الدور الثالث .. وكرهت صاحبة البيت جيرانها من أصحاب البيوتات مثلها .. ثم ذات يوم انقطعت الجارة عنها ولم تعد تمدها بشئ .. ومر يوم و اثنان وصاحبة البيت تنتظر العطايا بلا جدوى وأصبح لاغني عن النسكافيه والبرجر والبيفى والكنتاكى وأنواع الفاكهة التي تأكلها في يوم واحد لأربع فصول العام .. وخرجت مضطرة بأن تطلب من جارتها التي أخجلتها بان ما لديها بالكاد يكفيها ويمكنها أن تقرضها لتشترى هي فلقد امتلئ السوق لمن يشترى ..
وتفاجأت صاحبة البيت أن معظم أصحاب البيوتات قد تعودوا مثلها على كل عادات وتقاليد وطعام الجارة .. ومع ذلك لم تبخل عليها الجارة الإعصارة بالقروض يوما بعد يوم وصاحبة البيت كل يوم تكره أم حنان وأم جرجس وأم فاروق .. وتعالت الأصوات بالشجار والمكائد ( خبط ورزع ) عراكات ومشاحنات والجارة الإعصارة تسمع المشاحنات والعراكات وتبتسم وتشرب من كأسها .. وتسللت الجارة الإعصارة إلى كل البيوتات لتقرضهم لشراء الجديد والمعاصر حتى ولو كانت تقاليع .. ثم جاء يوم وراحت صاحبة البيت تقترض من الجارة فلم تقرضها وطالبتها بسداد ما عليها من الديون .. فلم تجد صاحبة البيت إلا القليل معها لترده
فقالت لها الجارة بعد ما تعثر عليها السداد .. أرسلي لي أولادك يقضون لي حاجاتي تخفيفا لما عليك ولما طالت المدة قالت لها أرسلي لي زوجك .. فلما طال الأجل قالت لها – ارهني لي بيتك ..
فوقفت صاحبة البيت تفكر فلم يعد لديها سوى البيت الذى يأويها ثم قالت للجارة- أمهليني حتى أجد لك حجة البيت وكانت ليلة حالكة الظلام قضتها صاحبة البيت تتقلب في فراشها وقد فقدت زوجها وأولادها وطعامها وشرابها وقد بحثت عن الحجة في كل مكان فلم تجدها .. حتى غفلت عيناها وهيئ لها انها رأت شيخا مُسنا يتوكأ علي عصاه يذهب شبهه إلي جدها فقالت له بلا تردد :- كأنك جدي
قال :- اجل أنا جدك
الم ترحل يا جدي
قال :- نعم رحلت ولكن مازال اثري موجودا أنظري حولك الا ترين عبق الماضي في كل شئ .
ولماذا جئت يا جدي قال :- جئت أنقذ حجة البيت فلقد أخذت جارتك كل شئ مالك وأولادك وزوجك وخلفت لك ضغينه بينك وبين اهلك من أصحاب البيوتات فماذا بقى لكي لم يبقى سوى بيتك الذي يحمل تاريخك وماضيك ويصون بقيه أيامك في حاضرك ومستقبلك .. قولي لها لا - سنجوع يا جدي فلقد بارت الأرض وتسمم الزرع وتلوثت الياه فبيدها الطعام ..
قال :- قولي لها لا يا صاحبة البيت
ستقتل أولادي مرضا فلقد انتشر السرطان والوباء وهزلت الأجساد وكثرت الأمراض وبيدها الدواء تعطيه لنا بحساب .
قال :- قولي لها لا
- ستأخذ زوجي وستجهض جنيني وتهلك حرثي ونسلى .
قال :- قولي لها لا .. لا
ونهضت صاحبة البيت فزعة وهى تقول لالا .. بأعلى صوتها للجارة حجة البيت لا لن أراهن على البيت يا جارة فوجدت من الجارة الاعصارةغضبة شديدة أهاجت كل شيء ضيعت كل شيء زوجها وأولادها وجيرانها وأصحاب البيوتات فتحت الباب لتري أطفال قد دُمرو ذهنيا واهلكوا جسديا أكلوا سموما في سموما . هزلوا .. مرضوا .. وتسرطن الدم والأفكار عادوا أشباح وزوجها لم يعد حاضراً فلقد تاه في متاهة من هذه لتلك تعلم السكر وغابت النخوة وعل الجسد وتناول المهدئات والفيجرا ومرض الجسد والوجدان معاً وهرعت إلي الشارع لتكلم بناتها وغلمانها ولكنها لم تستطيع عندما وجدت ورقات بأيديهم تحمل كلمات الزواج العرفي وكلمات كثيرة مبهمة وأفكار وتغيرات فلقد هرمت البنات مبكرا وشاخت الغلمان ولما دخلت البيت هرولت إليها الجارات يشُدنها من كل جانب عركات مشاحنات وأصبح الكل ينهش في الكل فأسرعت إلي بيتها لتبحث عن عصاه تشج بها رأس الجارة الا عصارة التي اقتعلت كل شيء وبدات كالمجنونة تبحث عن عصاه جدها فهي من تراثها وميراثها وبلا وعي قفزت علي السندارة فاءذا بها تفاجئ .. فماذا كان فيها ؟
أخرجت قرآناً وكتاب تاريخ وبرديات من عهد قديم ولوحة تصويرية لمينا موحد القطرين ومخطوطات عن رسائل لصلاح الدين وقطز ووصية عمرو بن العاص لأهل مصر وتاريخا للأمم ووجدت شكمجيه وكيسا من القطن المصري الأصيل وزيت زيتون وشموع وعصي جدها وأدركت أن الدهاء والحيلة تغلب الضرب بالعصاة وقت التهور .. فتوكأت على عصى جدها ونفضت التراب عن محتويات السنداره واضأت الشموع وجلست تقرا الكتب و تتعلم وتتفحص المحتويات ونهضت بعد هذه الوعكة نسقت بيتها وأخذت قطعة من القطن وغمستها في الزيت وطلت أثاث البيت لتنزيل أثار الغبار وعطرت المكان فوجدت بيتها من جديد أجمل البيوتات ونسقت محتويات السنداره وأخذت شكمجيه الجدة وأخرجت جواهرها وباعتها لسد دين الجارة فدت البيت بالاقتناء وحب المال فاالبيت ابقي ولا شك ... !
ثم طرقت باب أم جرجس وأم حنان وأم فاروق وجمعتهم وجمعت زوجها وأولادها ليروا جميعا ما وجدته في السنداره وطهت لهم الدجاج البلدي والخضر وعصرت الليمون لينقي لهم دمائهم وأعدت مائدة مصرية ليأكل الكل وقالت الحمد لله مادمنا نعود إلي طبيعتنا .. فلماذا سهلنا الطريق للجارة وضعفنا ونقمنا على القليل الذي يحمل البركات وبدلناه بكثير يحمل إلينا النقمات .. وها نحن نعود إلي هدوء أنفسنا نجرب جميعا يوماً واحدا نعيش فيه مع بيئتنا القانعة واني لا ادعوكم ليوم كل عام أو كل شهر للعودة فيه إلي عادتنا القديمة لكي لا ننسى .. أجل لنختلى يوما بانفسنا بعيدا عن المدنية وهجوم التحضر في كل شيء يبعدنا عن الأصل ونحاول أن نأقلم أنفسنا يوما للجلوس علي الأرض وعلي فرش بسيطة ونشرب يوما مياه القلل ونأكل من زرع أيدينا كل ما هو طبيعي ونكلله بعادتنا الاصليه بلا تلوث سمعي أو بصري ونحاول أن نعيد زمن المصري الأصيل القديم والجديد نقرأ التاريخ ونستحضر الأمجاد ونتسامر مع السيرة العطرة لأبطال هذه الأمم .. نحاول أن نقول.. لا.. بشكل بسيط لكل من يجبرنا علي اللجوء للغير والخضوع له والتداين منه ولنتعامل مع واقعنا ومع أنفسنا لكى نصنع لنا حضارة تتوافق مع أمزجتنا وطبائعنا وشرائعنا ونتعلم كيف نتذوق طعامنا وكيف ننتقي ملابسنا ونحمي أذواقنا ونقف خلف رب هذا البيت نساعد صحابه أن يتصدى معنا فضعفنا نحن هو البداية فرب البيت يقود بنا مادمنا أقوياء لا حاجة لنا للغير .. ولما طرقت الجارة الباب ورأتنا متجمعين و أمامنا محتويات السندارة وقد عدنا انزعجت وتضألت فرددنا لها ما كان لها وقلت لها
إرحلى يا جاره
يا ريح صفارة
يا إعصاره يا غدارة
يا من كنتى لنا جارة

السبت، 6 ديسمبر 2008

الذكاة الشرعية عند المصريين القدماء


قال الله تعالى : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ) [الحج : 34] .

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته. رواه مسلم عن شداد بن أوس رضي الله عنه .

وبالرغم مما تصدره اليوم بعض جهات العالم من اعتراض على الطريقة الإسلامية في ذبح الحيوانات بطريقة الذكاة الشرعية ، وبرغم انتشار عدد من الطرق في الإجهاز على الحيوانات والطيور كالصعق والتدويخ ( stunning ) وغيرها ، إلا أن الأبحاث الحديثة باتت تؤكد الفوائد الصحية للذكاة الشرعية ، وخطأ مخالفتها .

الذكاة (الذبح) الشرعية
الذكاة (الذبح) الشرعية الذكاة في اللغة: التطيب ومنه رائحة ذكية أي طيبة وسمي بها الذبح لأن الذكاة الشرعية جعلت المذبوح طيباً. والمقصود بها اصطلاحاً: هي ذبح الحيوان أو نحره بقطع حلقومه أو مريئه فإن الحيوان الذي يحل أكله لا يحل أكل شيء منه إلا بالتذكية ما عدا السمك والجراد فيجوز من غير ذبح. ويشترط في الذابح أن يكون مسلماً أو من أهل الكتاب .

ويشترط في المذبوح ..أن يكون حياً ويشترط في الآلة أن تكون مما يذبح بحده ولا تكون ظفراً ولا سناً وتجب التسمية على الذبيحة. ويسن في الذبح أن يقطع الودجَيْن وهما عرقان في صفحة العنق وأن يحد الذابح شفرته وأن يستقبل الذابح القبلة وأن يضجع الذبيحة على شقها الأيسر.

لقد أختار الدكتور / أسامة السعداوى . هذه الصورة ببراعة ليعرفنا كيف كان أجدادنا المصريين القدماء يذبحون الحيوان بنفس منهج الاسلام وعلى ملة إبراهيم عليه السلام .

أنظروا ودققوا فى طريقة إعداد البقرة للذبح أو التذكية الشرعية وهى الطريقة الصحيحة لذبح الاضحية .

تقبل الله منكم ومن أجدادنا المصريين .

عالمنا الجليل / الدكتور أسامة السعداوى .... كل عام وحضرتك بخير .

الاخوة المدونين ... كل عام وانتم جميعاً بخير

الاهل والاقارب وكل المصريين .. كل عام وانتم طيبون .

إخواننا فى غزة وفلسطين كلها ... كل عام وانتم بخير وانتم الى الله أقرب خفف الله عنكم وأعانكم.